لكي نتمتع بالصحة العامة علينا إن نتعرف على مكونات الحالة الإنسان Mental State “وهي الحالة الذهنية لشخص ما في لحظة ما … هي ما يراه الشخص ويتصوره في مخيلته وما يحدث به وما يحس به من شعور … ثم ما ينعكس من ذلك على حركاته وتنفسه وتعبيرات وجهه وحركات عينيه” (الدكتور محمد التكريتي –آفاق بلا حدود) 

مما تقدم ندرك أن حالة الإنسان هي وحدة واحدة تتكون من: … شعوره، فكره
وسلوكه في لحظة معينة، ويؤثر كل جزء منهم بالآخر (سلباً أو إيجاباً)وكل ما نحتاجه … التعرف على المفاتيح .. التي بواسطتها نستطيع توجيه حالتنا إلى الحالة الايجابية والرضا .. وذلك عن طريق معرفتنا بالأجزاء المكونة للحالة الإنسانية (التفكير .. الشعور .. السلوك) وإمكانية إدارة كل منهم للإيجاب … بما يؤثر على الأخريين

يوضح حالة الإنسان، حيث مشاعره وتفكيره وبعض سلوكياته تكون مخفية في داخله (المنطقة الرصاصية تمثل الجزء المخفي)

أما الظاهر من حالة الإنسان إلى الخارج (المنطقة الخضراء) العلوية، وهو سلوكه .. الذي لا يعبر عن حقيقة حالة الإنسان … الإنسان ليس سلوكه

لان السلوك الظاهر من الإنسان ليس إلا جزء واحد من أجزاء أخرى تشكل وتكون حالته الكاملة … وليس بالضرورة تعبر سلوكيات الإنسان الظاهرة عن حقيقة ما في داخله

لهذا .. علينا أن نوسع من إدراكنا لسلوكيات من حولنا وان نتفهم بعض سلوكياتهم التي ربما نفهمها بشكل مخالف عما يقصدونه حقاً

من هنا … سنصل إلى أمر مهم جداً … إذا أدركناه سنعيش حياة هانئة مريحة خالية من الخلافات بيننا وبين أنفسنا وبيننا وبين من هم حولنا … وهو:

كل مشكلة نتعرض لها بالأساس نحن سببها .. ومن يشير بأصبع الاتهام إلى الآخرين … ففي نفس اللحظة يوجه ثلاثة أصابع إلى نفسه في اتهامها

تكمن المشكلة حينما نعتقد أن المشكلة هنـــاك (في الآخرين) … بينما الحل لكل مشكلة يكمن هنـــا (في داخلنا)

{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ..} [الرعد: 11]

فلا ننشغل بالآخرين واتهامهم … ودعونا ننشغل في إصلاح ذواتنا … لنكسب السعادة والراحة والنجاح والتفوق … وبالتأكيد رضا الله تعالى